اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 219
التعبئة للقتال
إنّه لمّا وصل النّبيّ (ص) إلى منطقة القتال، اختار أن ينزل إلى جانب جبل أحد، بحيث يكون ظهرهم إلى الجبل.
ثمّ عبّأ أصحابه، و صار يسوّي صفوفهم، حتّى إنّه لَيرى منكب الرّجل خارجاً، فيؤخرّه. و أمرهم أن لا يقاتلوا أحداً حتّى يأمرهم. و كان على يسار المسلمين جبل عينين و هو جبل على شفير قناة، قِبَلي مشهد حمزة، عن يساره.[1] و كانت فيه ثعرة؛ فأقام عليها خمسين رجلًا من الرّماة، عليهم عبدالله بن جبير، و أوصاه: أن يردّوا الخيل عنهم، لا يأتوهم من خلفهم.
و كان شعاره يوم أحد: أَمِتْ. أَمِتْ.
و من جهة أخرى: فقد عبّأ المشركون قواهم، استعداداً للحرب.
نشوب الحرب، و قتل أصحاب اللّواء
و كان أوّل مَن رمى بسهم في وجوه المسلمين أبوعامر الفاسق في خمسين ممّن معه، و حرّض أبوسفيان بني عبدالدّار حاملي لواء المشركين على الحرب، و جعل النّساء يضربن بالدّفوف و يحرّضنهم بالأشعار.
و طلب طلحة بن أبي طلحة، حامل لواء المشركين البراز؛ فبرز إليه علي (ع) فقتله: فسرّ رسول الله (ص) بذلك، و كبّر تكبيراً عالياً.
و اقتتل النّاس، و حميت الحرب و حارب المسلمون دفاعاً عن دينهم و عن وطنهم، الّذي فيه كلّ مصالحهم و يتوقّف على حفظه مستقبلهم و وجودهم. حاربوا فئة حاقدة، تريد الثأر لقتلاها في بدر و هي أكثر منهم عدداً و أحسن عُدّةً.
ثمّ شدّ أصحاب رسول الله (ص) على كتائب المشركين، فجعلوا يضربون