responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 215

ى‌

واجه المسلمون مثله من قبل، عُدّةً و عدداً.

فأشار عبدالله بن أبَي بالبقاء في المدينة، فإذا أقبل العدوّ رماه الأطفال و النّسوة بالحجارة و قاتله الرّجال بالسّكَكِ،[1] و إن أقام في خارج المدينة، أقام في شرّ موضع؛ و لكن من لم يشهد بدراً، و طائفة من الشّباب المتحمّسين‌[2] الّذين ذاقوا حلاوة النّصر في بدر، و معهم حمزة بن عبدالمطّلب و أهل السّن، قد رغبوا بالخروج و أصرّوا عليه؛ و احتجّوا لذلك: بأنّ إقامتهم في المدينة ستجعل عدوّهم يظنّ فيهم الجبن فيجرؤ عليهم.

و غالب الرّوايات، بل كلّها متّفقة على أنّ النّبيّ (ص) كان يُرجّح البقاء في المدينة، ولكن إصرار أصحابه هو الّذي دعاه إلى العدول عن هذا الرّأي.

ولكنّ العلّامة السيّد الحسنى (رحمه الله) يرى: أنّ النّبيّ (ص) كان يرى الخروج إلى العدوّ، عكس رأى ابن أُبَي، و إنّما استشارهم ليختبر نواياهم، و لمّا اختبرهم و عرف نواياهم، أعلن عن رأيه الّذي كان قد انطوى عليه من أوّل الأمر.

قال: و يرجّح ذلك: أنّه لمّا خرج المسلمون إلى أحد، رجع ابن ابَي في ثلاثمائة و خمسين من أتباعه المنافقين و بعض اليهود إلى المدينة بلاسبب.

و في رواية: أنّه هو نفسه (ص) أمرهم بالرّجوع، و قال: لا نحارب المشركين بالمشركين.

إذاً، فالخروج من المدينة هو الأصوب، ولو أنّه بقي فيها لِأصبح خلال ساعات معدودات تحت رحمة المشركين. انته ملخّصاً.[3] ولكنّنا لا نوافق العلّامة الحسني على أنّ النّبيّ الأعظم (ص) كان يتعامل مع أصحابه بهذه الطّريقة الماكرة، فيُظهر لهم خلاف ما يبطن! نعوذ بالله من الزّلل و الخطل في القول و العمل.


[1] 1. جمع السكّة، الزّقاق و قيل الطّريقة المصطفّة من النخل

[2] 2. تحمّس: هاج و غضب لأمرٍ

[3] 3. سيرة المصطفى، ص 399 396.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست