responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 150

و كانت بيعة العقبة الثّانية قبل هجرة الرّسول (ص) إلى المدينة بثلاثة أشهر.[1]

لماذا النقباء؟!

إنّ من طبيعة العربي الالتزام بالعهد، و الوفاء بالذّمار، و تعتبر كلّ قبيلة: أنّها مسؤولة عن الوفاء بما يلتزم به أحد أفرادها، أو حلفائها عليها.

و عندما بايع الأنصار النّبيّ (ص) على الإيمان والنّصرة، أراد أن يُلزمهم ذلك بشكل مُحدّد، بحيث يستطيع أن يجد في المستقبل مَن يطالبه بالوفاء بالالتزامات و العهود، و كان أولئك النّقباء هم الّذين يتحمّلون مسؤوليّة الوفاء بتلك الالتزامات؛ و هم الّذين يمكن مطالبتهم بذلك؛ لأنّهم هم الكفلاء لقومهم، برضى منهم و من قومهم على حدّ سواء.

أمّا إذا ترك الأمور في مجاريها العامّة، فلربّما يمكن لكلّ فرد أن يتملّص‌[2] و يتخلّص من التزاماته، و يلقى التّبعة على غيره و يعتبر أنّ ذلك غير مطلوب منه، و لا يمكن بحسب تصوّره أن يكون هو كفردٍ مسؤولًا عنه؛ و أمّا بعد أن التزم ذلك أفراد معيّنون، كلّ واحد منهم من قبيلة، فإنّ المسؤوليّة قد أصبحت مُحَدَّدةً، و يمكن مطالبتهم بالوفاء بالتزاماتهم، كلّما دعت الحاجة إلى ذلك، لا سيّما في مواقف الحرب و الدّفاع.


[1] 1. كذا في الأصل و هو موافق لما ذكره الحاكم من أنّ خروجه( ص) من مكّة كان بعد بيعة العقبة بثلاثة أشهر أو قريباً منها، و لكن يجزم بعض الرّواة و منهم ابن إسحاق أنّه خرج أوّل يوم من ربيع الأوّل و أنّه قدم المدينة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأوّل، أي بعد بيعة العقبة بشهرين و بضعة عشر يوماً

[2] 2. تملّص منه: تخلّص.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست