اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 128
سبيل هذا الدّين، من تسمية النّبيّ (ص) عام وفاتهما ب- «عام الحَزن».[1] و من الواضح: أنّ النّبيّ (ص) لم يكن ينطلق في حبّه لهما، و حزنه عليهما من مصلحته الشّخصيّة، أو من عاطفةٍ رَحِميّة، و إنّما هو في سبيل الحبّ في الله و البغض في الله فقط.
فإنّه (ص) لم يتأثّر علي أبي طالب و خديجة، لأنّ هذه زوجته و ذاك عمّه، و إلّا فقد كان أبولهب عمّه أيضا، و إنّما لِمالمسه فيهما من قوّة إيمان، و صلابة في الدّين، و تضحيات و تفانٍ في سبيل الله، و العقيدة، و في سبيل المستضعفين في الأرض، و لِما خسرته الأمّة فيهما، من جهاد و إخلاص، قلّ نظيره في تلك الظّروف الصّعبة و المصيريّة.
و قد ألمح النّبيّ (ص) إلى ذلك حينما جَعَل موتَ أبي طالب و خديجةَ مصيبة للامّة بأسرها، كما هو صريح قوله في هذه المناسبة: «اجتمعت على هذه الأمّة مصيبتان، لا أدري بأيّهما أنا أشدّ جزعاً».[2]
[1] 1. سيرة مغلطاي، ص 26، و تاريخ الخميس،، ج 1، ص 301، و المواهب اللدنية، ج 1، ص 56 و السيرة النبوية لدحلان، ج 1، ص 139( دار المعرفة) و أسنى المطالب، ص 21