responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 103

ابن أخيك قد سبّ آلهتنا، و عاب ديننا، و سفه أحلامنا، و ضلّل آباءنا؛ فإمّا أن تكفّه عنّا، و إمّا أن تخلّي بيننا و بينه؛ فإنّك على مثل ما نحن عليه من خلافه، فنكفيكه. فقال لهم أبوطالب قولًا رفيقاً، و ردّهم ردّاً جميلا، فانصرفوا عنه.

الثّانية؛ إنّهم رأوا أنّ رسول الله (ص) قد استمرّ على ما هو عليه، يُظهر دينه، و يدعوا إليه، حتّى شَرَى الأمر بينه و بينهم، و حتّى تباعد الرّجال، و تضاغنوا، و أكثرت قريش ذكر رسول الله (ص) بينها، ذهبوا إلى أبي طالب، فتهدّدوه: إن لم يكفّ ابن أخيه عن شتم آبائهم، و تسفية أحلامهم، و شتم آلهتهم، فلسوف ينازلونه و إيّاه، حتّى يهلك أحد الفريقين، ثم انصرفوا.

فأرسل أبوطالب إلى رسول الله (ص)، فأخبره، و طلب إليه أن يبقى على نفسه و عليه، و لا يحمله ما لا يطيق. فظنّ أنّه قد بدى لعمّه فيه بداءٌ، و أنّه قد ضعف عن نصرته و القيام دونه، فقال له (ص):

«يا عمّ! والله لو وضعوا الشّمس في يميني، والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتّى يُظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته.»

فوعده أبوطالب النّصر.

الثّالثة؛ عرضوا علي أبي طالب أن يتّخذ «عمارةَ بن الوليد» ولداً له، و يسلّمهم النّبيّ (ص) الّذي فارق دين أبي طالب و دين آبائه، و فرّق جماعتهم و سفه أحلامهم، ليقتلوه؛ فإنّما هو رجلٌ برجلٍ.

فقال أبوطالب: والله، لبئس ما تسومونني، أتعطونني ابنكم آخذوه لكم، و أعطيكم ابني تقتلونه، هذا و الله ما لا يكون أبداً.

فقال المطعم بن عدي: والله يا أباطالب! لقد أنصفك قومك و جهدوا على التّخلّص ممّا تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً.

فقال أبوطالب: والله ما أنصفوني، ولكنّك قد أجمعتَ على خذلاني، و مظاهرة القوم عليّ، فاصنع ما بدالك. أو كما قال: فحقب الأمر، و حميت الحرب، و تنابذ

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست