إلى غير ذلك مما سيأتي: أنه لا يصح في نفسه، أو لا يصحّ الاستدلال به على ذلك ..
و إذا ما بقيت بقية؛ فانها- لو صح سندها- لا تعدو عن أن تكون أخبار آحاد، كما نص عليه الشوكاني و غيره[1]، لا يلتفت إليها، و لا يعتمد عليها، بعد قيام الشواهد و البراهين القاطعة على خلافها.
و لسوف يتضح كل ذلك و سواه فيما يأتي من فصول إن شاء اللّه تعالى ..
بحيث لا يبقى ثمة عذر لمعتذر، و لا حيلة لمتطلب حيلة ..
السياسة و شائعات التحريف:
و أخيرا .. فاننا قد نجد في بعض النصوص: ما يشير إلى أنه قد كان ثمة محاولة، تستهدف النيل من الخليفة الثالث عثمان؛ و ذلك ببث شائعات مفادها: أنه بجمعه الناس على مصحف واحد- و هو العمل الذي أيده علي عليه السلام- قد تسبب في ضياع جانب من النص القرآني ..
و قد لا نجد مانعا من احتمال أن يكون لعائشة، و من يدور في فلكها، دور في ترويج شائعات كهذه، و ذلك بما يقدمونه من روايات في هذا المجال ..
و لعل مما يدل على ما ذكرناه، ما نقل عن علي عليه السلام، من محاولته الذب عن الخليفة الثالث، فيما جعلوه طعنا عليه، حينما قال عليه السلام:
«لا تقولوا في عثمان إلا خيرا؛ فو اللّه، ما فعل الذي فعل في المصاحف، إلا عن ملأ منا إلخ ..»[2].
و لكننا نجد إلى جانب ذلك نصوصا أخرى، عن عائشة، و غيرها، ممن تلتقي