الذي في منهم و لعلهم؟ هل المرجع للضمير هو في قلب الشاعر؟. و ما هو وجه المناسبة في لعلهم يرجعون؟.
و من ذلك: «و ان عليّا قانت في الليل ساجد، يحذر الآخرة، و يرجو ثواب ربّه، قل: هل يستوي الذين ظلموا، و هم بعذابي يعلمون». قل: ما محل قوله:
هل يستوي الذين ظلموا؟ و ما هي المناسبة له في قوله و هم بعذابي يعلمون؟.
و لعل هذا الملفق تختلج في ذهنه الآيتان الحادية عشرة و الثانية عشرة من سورة الزمر، و في آخرها: «هل يستوي الذين يعلمون، و الذين لا يعلمون»؛ فأراد الملفق: أن يلفق منهما شيئا بعدم معرفته فقال في آخر مالفق: هل يستوي الذين ظلموا. و لم يفهم انه جيء بالاستفهام الانكاري في الآيتين، لأنه ذكر فيهما الذي جعل للّه اندادا ليضل عن سبيله، و القانت آناء الليل يرجو رحمة ربّه؛ فهما لا يستويان، و لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون. هذا بعض الكلام في هذه المهزلة.
و ان صاحب فصل الخطاب، من المحدثين المكثرين، المجدين في التتبع للشواذ، و انه ليعدّ امثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة، و مع ذلك قال: انه لم يجد لهذا المنقول أثرا في كتب الشيعة.
فياللعجب من صاحب دبستان المذاهب، من اين جاء بنسبة هذه الدعوة إلى الشيعة؟ و في أي كتاب لهم وجدها؟ أفهكذا يكون النقل في الكتب؟.
و لكن لا عجب (شنشنة أعرفها من أحزم)؛ فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب، كما في كتاب الملل للشهرستاني، و مقدمة ابن خلدون، و غير ذلك مما كتبه بعض الناس في هذه السنين و اللّه المستعان ..