عائشة: أنه قرآن، فكتبته في مصحفها، و يؤيد ذلك:

ما روي عن البراء بن عازب، أنه قال: قال رسول اللّه (ص): «إنّ اللّه و ملائكته يصلون على الصفوف الأول، و زينوا القرآن بأصواتكم إلخ ..»[1].

بل لقد روى الحاكم عن عائشة؛ عن رسول اللّه (ص)، قال: إن اللّه و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف‌[2].

و قد تكون إنما كتبت ذلك في مصحفها، مع اعتقادها بأنه حديث نبوي، فان ذلك كان شائعا حسبما يظهر من الرواية المتقدمة، بالنسبة لكتابة شهادة ابن عوف و غيره في أمر الرجم، في حاشية المصحف ..

و كذلك ما تقدم، من أن عمر أراد: أن يكتب في حاشية المصحف مقدار الجلد في الخمر، و أنه (ص) قد وقّت لاهل العراق ذات عرق ..

فان الظاهر: هو أنهم، كانوا يكتبون ما يرون له أهمية، و خطرا في حاشية المصحف ..

آية الجهاد:

عن المسور بن محزمة، قال: قال عمر لعبد الرحمان بن عوف: ألم تجد فيما انزل علينا:

«أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة»؟! فانا لا نجدها!! ..

قال: اسقطت فيما أسقط من القرآن‌[3].

[1] المصنف ج 2 ص 484.

[2] مستدرك الحاكم ج 1 ص 214 و تلخيصه للذهبي و قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه. و رافقها الذهبي أيضا.

[3] الاتقان ج 2 ص 25 و كنز العمال ج 2 ص 358 عن ابي عبيد و البيان ص 223 عن الاتقان، و الدر المنثور ج 1 ص 106 عن ابي عبيد، و ابن الضريس، و ابن الانباري، و راجع: مقدمة تفسير البرهان ص 42 عن الخطيب. و مشكل الآثار ج 2 ص 418.