و يلاحظ هنا: أن صدر الرواية، قد صيغ بصورة غير واضحة، و الحقيقة هي: أنه عليه السلام، قد قصد إلى تصحيح المفهوم لدى الناس عن الطلح، حيث رأى أنهم يفسرون الطلح، بشجر العظاه، و هو شجر عظيم، ترعاه الإبل.
فأوضح لهم: أن المقصود بالطلح، الذي يمتن اللّه عليهم بكونه في الجنه، هو الذي يوصف بأنه منضود، و هو الذي يكون هضيما.
و الطلع من النخل: شيىء يخرج، كأنه نعلان مطبقان، و الحمل بينهما منضود و الطرف محدد، كذا يقول أهل اللغة[1]. أما شجر العظاه، الذي ترعاه الإبل؛ فليس كذلك.
فتخيل السائلون، بعد هذا التفسير، و الاستدلال، لزوم تغيير الحرف- و لعلهم كانوا يرون جواز تبديل الكلمات بمرادفاتها، بقرينة قولهم: «أولا نحوّلها»؟
فعرضوا عليه ذلك، فرفض عليه السلام ..
ثم بيّن لهم قاعدة كلية، تقضي بعدم المساس بأي شأن من شؤون القرآن اطلاقا؛ فالقرآن لا يهاج، و هو لا يحول أيضا ..
و ذلك لأن السماح بذلك من شأنه أن يزيد الأمر سوءا، و الطين بلة، مادام أن الاجيال اللاحقة، قد يلتبس عليها الأمر، و تقع في المحذور الكبير، حينما تخلظ التفسير بالقرآن، و يترتب على ذلك من المفاسد ما لا خفاء به على أحد ..
5- و قد قرأ أحدهم عند الامام الصادق عليه السلام حروفا من القرآن، ليس على ما يقرؤها الناس، فقال ابو عبد اللّه عليه السلام: