كتابته، أو نسخه، كما هو مقتضى العادة في نسخ الكتب الكبيرة، فتخيل من أتى بعده: أن هذه قراءة تفرد بها؛ ذلك المشهور؛ فنقلها عنه، و نسبها إليه.
هذا .. بالاضافة إلى ما ربما كان يضيفه البعض إلى مصحفه، من تفسيرات و ايضاحات، ثم جاء الآخرون؛ فتخيلوا: أنها قراءة لصاحب ذلك المصحف، فرووها عنه، أو نسبوها إليه ..
قال الراغب: «كان القوم الذين كتبوا المصحف، لم يكونوا قد حذقوا الكتابة؛ فلذلك وضعت أحرف على غير ما يجب أن تكون عليه»[1].
هذا .. و قد روي عن الامام الباقر عليه السلام: أن أشار إلى حروف أخطأت بها الكتبة، و توهمتها الرجال[2].
كما و روي عن أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام، أنه أشار إلى اسقاط الكتبة و النساخ، بعض حروف الالف و اللامات على الاقل في الرسم، حينما قال، حسبما روي عنه:
«.. و لقد احضروا الكتاب مشتملا على التأويل، و التنزيل ... لم يسقط منه حرف الف، و لا لام إلخ». و في نص آخر: لم يسقط منه حرف واحد[3].
و في نص ثالث: «فلما جاء به قال: هذا كتاب ربكم، كما انزل على نبيكم، لم يزيّد فيه حرف، و لا ينقص منه حرف، قالوا: لا حاجة لنا فيه»[4].
[2] تفسير البرهان، المقدمة ص 50 و 37 عن تفسير العياشي.
[3] الاحتجاج ج 1 ص 383 و راجع ص 222 و كتاب سليم بن قيس ص 99 و راجع: البحار ج 89 ص 40/ 41 و البيان للسيد للخوئي ص 242 و تفسير الصافي، المقدمة السادسة ص 41.
[4] الوافي ج 5 ص 273 و اعتقادات الصدوق، المطبوع مع الباب الحادي عشر، باب الاعتقاد في مبلغ القرآن.