ثلاثة[1]، و أخرى تقول: عشرة[2] فاي ذلك هو الصحيح ياترى؟!.
و ثالثا: إن عثمان حينما جمع الناس على قراءة واحدة- حسبما يقولون- يكون قد رفض- عملا- أن يكون النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قد أمر الناس، أو أجاز لهم: أن يقرؤا القرآن على سبعة أحرف، أو خمسة أو غيرها، و لم يعترض كبار الصحابة على عثمان في ذلك ..[3].
و لو كان هذا الحديث ثابتا، لكان الصحابة، و في مقدمتهم علي أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام، أوّل من اعترض، و لكانوا احتجوا عليه بهذه الاحاديث المذكورة.
مع أننا نجد الامام عليا عليه السلام، ليس فقط، لم يعارض، و لم يعترض، و إنما هو قد أيده و عاضده، و سيأتي النص الدال على ذلك في الفصل التالي ..
و رابعا: إنه لا بد لنا هنا من أن نتساءل عن السبب في أن كانت الأحرف سبعة لا أزيد. عشرة مثلا، أو ثمانية، أو أقل، خمسة، أو ستة!!
و إذا كان المراد التسهيل على القبائل كما يدعون، فان عدد القبائل اكثر من سبعة بكثير، و كذا لهجاتها .. و قد اختلفوا في تحديد هذه القبائل[4]. و كل هذا الكلام رجم بالغيب، و تخرص بلا دليل.
و خامسا: إنه إذا كان القصد إلى التسهيل، كما صرحت به طائفة من روايات الأحرف السبعة[5]، فلماذا يكون التسهيل على العرب، دون غيرهم
[1] مستدرك الحاكم ج 2 ص 223 و البرهان للزركشي ج 1 ص 212 و مجمع الزوائد ج 7 ص 152 و 156 عن الطبراني و البزار و كشف الاستار ج 3 ص 90 و 91 و كنز العمال ج 2 ص 33 عن ابن الضريس و احمد و الطبراني و الحاكم و ميزان الاعتدال ج 1 ص 594 و مشكل الآثار ج 4 ص 195.
[2] كنز العمال ج 2 ص 9/ 10 عن السجزي في الابانة، عن علي عليه السلام.
[3] سوى ما ينقل عن ابن مسعود، في رواية شاذة تقدمت.