responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 63

كما أن الابتلاء قد رتب على الأمشاجية، لتكون هي مقدمة له، فلا بد أن تكون هذه النطفة، بملاحظة أمشاجيتها، لها قابلية الابتلاء و الاختبار المباشر، بحيث يكون هذا الابتلاء ناشئا من واقع تلك النطفة المختلطة، و هو الذي نشأ عنه كون الإنسان سميعا بصيرا، ثم يكون أهلا لأن يهديه اللّه السبيل، إما شاكرا و إما كفورا ..

و واضح: أن ذلك لا يتحقق من مجرد اختلاط نطفة الرجل ببويضة المرأة .. فإن هذا النوع من التلقيح لا ينحصر بالإنسان .. بل هو أمشاجية تفترق عن أمشاجية النطفة الحيوانية، في أن ذات النطفة تحمل في داخلها مزايا، و كمالات، و خصائص، و صفات إنسانية بالقوة. و قد اختلط بعضها ببعض أكثر من مرة سواء كانت الاختلاطات عرضية للعديد من الخصائص الموجودة في النطفة، أم طولية في نطاق تحولاتها إلى علقة حاوية لتلك الخصائص، ثم إلى مضغة إلخ ..

فإن هذه الاختلاطات لتلك العناصر الخاصة بالتكوين الإنساني عرضا و طولا تؤثر جميعها في جعل الإنسان صالحا لأن يكون موردا للاختبارات، ثم أن يجعله اللّه مختارا، يستجيب لتلك الاختبارات من موقع اختياره، ثم تكون نتيجة ذلك هي أن يصبح هذا الإنسان شديد السمع، حديد البصر جدا نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً ..

لا بد من إجابة:

و تبقى أسئلة في الآية المباركة تحتاج إلى إجابة، مثل السؤال عن السبب في أنه تعالى لم يقل: سامعا مبصرا، بل قال: سَمِيعاً بَصِيراً؟! ..

و السؤال عن سبب تقديم السمع على البصر؟! ..

و لماذا فرعهما على الابتلاء؟! ..

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست