إن من الضروري أن نجيب في البداية على سؤال يراود ذهن الكثيرين، و هو:
ما ذنب ذوي العاهات؟:
ما ذنب ذوي العاهات؟ و هل خلقهم مشوهين ينسجم مع عدل اللّه، و رحمته، و رأفته؟! ..
و نجيب:
إننا باختصار شديد، نقول:
إن اللّه حين خلق الكون و الحياة، قد أوجده خاضعا لنواميس، و تهيمن عليه نظم و قوانين، لولاها لم يمكن بناء الحياة، و لم يكن لدى الإنسان أي طموح، أو تخطيط، أو سعي لتطوير الحياة، بالاعتماد على ضمانات تجعل ذلك السعي وسيلة إلى تحقيق مفردات ذلك الطموح ..
و لا شك في أن للأشياء بالنسبة إلى ما سواها تأثيرا و تأثرا بها. و قد تكون هذه التأثيرات على درجة عالية من الخفاء بالنسبة لنا. و كمثال على ذلك نذكر أنه لو كان هناك اثنان يجلسان في غرفة واحدة، فإن نفس وقوع نظر أحدهما على ألوان و أشكال تختلف- و لو جزئيا- عما يقع عليه نظر الآخر- سيترك آثارا على نفس و روح أحدهما تختلف عن الآثار التي سوف تكون لدى الآخر. كما أن ما يفكر به الإنسان و ما يأكله، و يشربه، و يلبسه، و الكلمات التي يسمعها، و الأصوات التي تمر على سمعه، و كذلك الروائح و الملموسات و غير ذلك، إن لكل ذلك و سواه تأثيراته الإيجابية، أو السلبية، على روح، و عقل، و مشاعر، و انفعالات الناس ..