responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 30

في وجوده من الماضي إلى الحاضر، و جعل الإنسان الموضوع لكلامه أيضا و ليس البشر- ربما- ليفيد أنه لا يقصر نظره على وجوده الجسماني المادي. بل هو ينظر إليه، بما له من خصائص إنسانية، من روح و نفس، و بما له من مشاعر، و قوى، و ملكات، و أحاسيس.

إنه يريد أن يفهمنا: أن بقاء هذا الإنسان الباقي و المستمر، الذي يذكره اللّه بالنعم، ليس بسبب وجود طاقة البقاء في داخل ذاته و حقيقته، و ذلك لأنه موجود ملابس للزمان، و الزمان مهيمن عليه، و هو يفرض عليه التصرم و الزوال، فحدوثه المتجدد إنما هو من خلال محدثه و موجده، و هو اللّه سبحانه ..

و بذلك يتضح لنا السبب في أنه لم يعبر بكلمة بشر، الذي يمر عبر مراحل: فيكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم يكسو اللّه العظام لحما. بل عبر بكلمة إنسان! حيث تبدأ مرحلة أخرى أرقى من هذه المراحل كلها، قد عبر اللّه عنها بقوله: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ .. و هي مرحلة نفخ الروح التي تؤهله لأن يجد خصائصه الإنسانية وفقا للسنن الإلهية في ذلك.

و بذلك يتضح أيضا لماذا أدخل الزمان في الحديث عن حياة الإنسان، فإنه مفيد في بيان هيمنته و تأثيره في واقعه الإنساني.

«الإنسان»:

إن الإنسان بما هو إنسان، موضع عنايته تعالى، و ليس الحديث عن حالات أفراده: كزيد، و بكر، من كبر و صغر، و لا عما يطرأ عليه من موت أو حياة، و نحو ذلك. و هذا معناه: أن الكلام الوارد يصدق على من خلق حين نزول الآيات، و على غيره ..

أما الآية الثانية، و هي قوله: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ،

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست