responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 26

هل: بمعنى قد. أو يقال: إنها استفهام، جوابه الإثبات .. فإنه قبل أن يخلق لم يكن شيئا أصلا، فضلا عن أن يكون شيئا مذكورا.

هذا بالإضافة إلى أن ذلك لا يختص بهذا الإنسان، بل جميع المخلوقات كذلك. فإن عدم ذكرها إنما هو لعدم وجودها.

إلا أن يقال: إن المراد التذكير بنعمة الخلق و الذكر معا.

و نقول في جوابه: إنه كلام لا محصل له، إذ لا معنى لقولك، إنك قبل أن تخلق لم تكن شيئا مذكورا. بل اللازم أن يقال: لم تكن شيئا أصلا. و هذا معناه أن تصير القضية سالبة بانتفاء موضوعها .. فهو من قبيل قولك: إن لم يكن لك ولد ذكر فلا تختنه، أو فلا تلبسه قميصا. و هي ليست سوى قضية لفظية صورية من دون أي معنى، و ليس لها فائدة، لأن الحديث ليس عن وجود الإنسان التخيلي الافتراضي، بل هو تعالى يريد أن يمتن على هذا الإنسان، و يذكره بنعمه الجليلة، و أياديه الجميلة. و هذا يناسب أن يسأله عن أنه هل مر عليه حين، لم يكن اللّه سبحانه يمده بالنعم، و يتعاهده بالرعاية .. فيكون الجواب: لا بل الإنسان دائما محل العناية و الرعاية الإلهية ..

هل البسيطة و هل المركبة:

و قد بدأت السورة بصيغة سؤال: هَلْ أَتى‌ .. و السؤال يثير في الإنسان، الرغبة في المتابعة و المراقبة الدقيقة. فإذا كان السؤال موجها إليه مباشرة، فإن ذلك سيزيده تحفزا، و يقظة، و تنبها، و سيجعله أمام مسؤولية لا بد من التصدي لها. و يتأكد الاهتمام بالسؤال إذا كان السائل هو اللّه، الخالق، العالم بالسر و ما يخفى، لأنه يعلم أنه ليس استفهاما حقيقيا، بل إما تقريري أو إنكاري، فبأي شي‌ء يطلب منه أن يقر أمام اللّه؟ و أي‌

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست