responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 244

يحتاج أيضا إلى حراسة و حفظ، و تهيئة الظروف الموضوعية لبقائه، قويا و سالما، و فاعلا و متناميا.

فإذا قصر في ذلك كله، فقد لا يحصل على شي‌ء جديد .. و قد يخسر أيضا أو يشوّه ما أعطاه اللّه إياه ابتداء، أو باقتضاء الفطرة، و ربما نجده يحاول أن يسقطها، أو أن يبعدها عن دائرة التأثير في أكثر من موقع، وفقا لما روي عن رسول اللّه [صلّى اللّه عليه و آله‌]: كل مولود يولد على الفطرة إلا أن أبويه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه.

أما الحيوان فلا دور له في الحصول على خصائصه الحيوانية، و لا في تنشئتها و ترشيدها، و لا في حفظها، و حراستها، أو خسرانها، و تشويهها.

لا رياء و لا سمعة:

و على كل حال، فإنه حين لا يسعى الإنسان للجزاء و لا للشكر، فإن الرياء لن يجد طريقه إليه، و سيكون عمله للّه، و للّه فقط، و لا مجال بعد لأن يتخذ من عطائه و بذله ذريعة لإظهار شخصيته، و اكتساب السمعة عن هذا الطريق. لأن هذا يدخل تحت عنوان الجزاء. كما أنه لا يسعى لأن يعترف المبذول له بالفضل، و أن يلهج بالحمد و الثناء عليه، لأن ذلك يدخل في الشكر، الذي لا يريده ذلك الباذل ..

و قد قلنا: إن قوله تعالى: لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً قيد توضيحي لقوله: إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ .. لأن إرادة الجزاء و الشكور تمنع من أن يكون الإطعام خالصا لوجه اللّه تعالى.

«منكم»:

و أما لماذا قال تعالى: لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً؟!، و قد كان يمكن أن‌

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست