responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 189

يمكن الاستدلال به على عصمتهم الشاملة، خصوصا إذا انضم إلى سائر الأوصاف المذكورة قبله و بعده، كقوله تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ .. و قوله:

وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ .. لأن ذلك كله يدل على أنهم قد بلغوا في إنسانيتهم أسمى الغايات، و في إيمانهم أعلى الدرجات .. بل هم قد تجاوزوا حدود العصمة كما سيتضح في شرح قوله تعالى: وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى‌ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً .. إن شاء اللّه تعالى ..

«يَخافُونَ يَوْماً»:

و قد قال تعالى: يَخافُونَ يَوْماً و لم يقل: من يوم .. فلماذا؟ و ما هو الفرق؟!

و الجواب هو: أنك إذا قلت: يخافون من يوم، فيحتمل أن يكون خوفهم من أعمالهم، لأجل أن العدل يجري عليهم في ذلك اليوم ..

و يحتمل أيضا: أن يكون نفس اليوم مخيف، من حيث هو زمان، و أن العذاب و المصائب، تكمن في عمق ذاته، و حقيقة وجوده .. تماما كما يخاف الإنسان من الأسد المفترس، فإن الشر كامن في ذات الأسد.

و لا يفرق الأسد بين أحد من الناس، مع أن المخيف في ذلك اليوم هو تلك الأمور الهائلة، التي جعلها اللّه فيه، مثل نار جهنم و زفراتها، و أهوال يوم القيامة ..

و هذا كقولك: أخاف من السلطة، فإنه قد يكون لأجل أن في السلطة جبارية، و ظلم و تعد، و قد يكون لأجل أنها تجري العدالة، و تأخذ الناس بذنوبهم ..

أما نفس اليوم، و نفس المكان، من حيث هو زمان، و مكان، فليس هو الذي يخيف، و إنما الذي يخيف هو ما يوجد فيه، و سيئات أعمالنا،

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست