responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 177

حضور اللّه سبحانه في قلب هؤلاء الأبرار، و في كل وجودهم. و عن أنهم قد بلغوا درجة الكمال في مزاياهم .. حتى أصبح الوفاء بتعهداتهم هو السمة المميزة لهم، و لكن لا خوفا من عقاب، و لا طمعا في ثواب، بل لأن هذا هو خلقهم الأصيل.

و لعل ذلك يوضح السبب في أنه تعالى قدم قوله: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ على ما عداه، حيث قال: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ. و لم يقل: يخافون من ربهم يوما عبوسا قمطريرا، و يوفون بالنذر.

فإن هذا هو السياق الطبيعي لحياة هؤلاء الأبرار، و لعباديتهم له تعالى. و لارتباطهم به سبحانه، و مستوى هذا الارتباط ..

لا يوجد عاطف:

و قد رأينا: أنه تعالى لم يأت بعاطف، فلم يقل: يشربون و يوفون بالنذر، بل رتب الوفاء على نفس الشرب من الكأس التي هي عين.

و اعتبر هذه الجملة هي المورد الأول الذي يسوقه ليشرح لنا من خلاله، كيف أن شرب الأبرار من تلك العين، و تفجيرهم لها يتحول إلى وفاء بالنذر، و إلى خوف من يوم الجزاء، و إلى إطعام الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا إلخ ..

حيث إن أبراريتهم بكل المعاني التي تتضمنها، قد اقتضت ذلك كله ..

فهذا التفصيل لذلك الإجمال، و ارتكاز الوفاء على الشرب، لا يتلاءم مع ذكر الواو الدالة على أن الموردين في عرض واحد ..

«يوفون»:

و قد قال: «يوفون»، و لم يقل «يفون»، لأن كلمة «يفون» مأخوذة من وفى، و مضارعها يفي، و كلمة «يوفون» مأخوذة من أوفى، و مضارعها هو يوفي.

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست