responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 165

كهذا .. لأن العبادية منطلقة من معرفتهم بأنهم أمام مقام الألوهية الحقيقية.

فمن الطبيعي أن لا يختاروا سواها، و أن يندفعوا إليها، و أن يؤدوا مراسم العبودية لها .. باختيارهم.

فتكون عباديتهم للّه من موقع الوعي، و المعرفة، و الاختيار، و الاندفاع.

«يفجّرونها»:

و لا شك في أن القرآن كتاب هدى و بيان .. و علينا أن نستخرج دقائق المعاني من كل كلمة، و كل حرف فيه.

و قد ذكر سبحانه في هذه الآية الشريفة: أن عباد اللّه هم الذين يفجرون تلك العين، باختيار منهم ..

و قد ألمحنا إلى أن التعبير بالعين أيضا يشير إلى الغزارة و إلى الاستمرار في العطاء، و عدم الانقطاع ..

و قد يستظهر من الآية أيضا: أن عباديتهم للّه تعالى هي التي منحتهم القدرة على تفجيرها .. إذ إن الذي جعل موضوعا للحكم في الكلام التام له حالتان:

الأولى: أن لا يكون له خصوصية سوى الإشارة إلى من ثبت الحكم له .. مثل: أكرم هذا الجالس. فليس لصفة الجلوس أثر في وجوب الإكرام ..

الثانية: أن يكون للموضوع مدخلية في الحكم، و سببية فيه، مثل:

أقتل القاتل، أو اقطع يد السارق، و مثل المسكر حرام، و أكرم العالم ..

و نحو ذلك ..

فالإسكار له مدخلية في الحرمة، و كذلك موضوعات باقي الأمثلة ..

و الأمر في الآية التي نتحدث عنها من هذا القبيل، فإن سر التفجير

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست