و مهما يكن من أمر، فإن اللّه تعالى حين يخبرنا في كتابه الكريم عن الأمور الغيبية، التي لا ينالها العقل و الحس، فإنه يصوغ الفكرة بقوالب لفظية، كنائية، أو مجازية، أو غيرها، لتتمكن عقولنا من أن تنالها، ثم يحول هذا المعقول إلى شأن حسي، مشاعري، حياتي، و حيوي للإنسان ..
فالقوالب اللفظية تقرب الغيب إلى العقل، ثم يحولها إلى الحس، لتنساب في المشاعر، و لتصبح جزءا من الكيان و الذات.
و هكذا الحال في مختلف شؤون الدين، و الإيمان، و التشريع، و غيرها مما حملته لنا الآيات الشريفة، و الروايات الكريمة.
و قد جاءت بيانات هذه السورة المباركة وفق هذه القاعدة، فلنتابع البحث عن معاني آياتها، من خلال وعي مفرداتها ..