responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 142

و التأمل و التعقل ..

و كل ذلك يرمز إلى حالات نفسية، و صفات و مزايا يرغب بها الأبرار، و يسعون إليها، بحسب المعاني المتكثرة التي تختزنها كلمة:

«الأبرار» حسبما ألمحنا إليه فيما سبق.

و لكن ذلك كله في الحدود التي رسمها اللّه لعباده، من دون ابتداع في الدين لما لم يكتبه اللّه على الناس ..

و الأبرار هنا هم الذين يشربون، أي يختارون الشرب من كأس مزاجها كافورا، كما يختارون سواه، مثل أنهم يوفون بالنذر، و يطعمون الطعام، و يخافون، و .. الخ.

فكلمة «يشربون» كأنها تشير إلى معنى كنائي عن دخول الإيمان و الإخلاص و التقوى، و العمل في عمق وجودهم، فهو كما يقال: شرب كأس الموت، و شرب كأس العلم، و ما إلى ذلك ..

فهي عين لا تنضب، بل تستغرق كل وجودهم، و تفجر فيهم الطاقات الإنسانية، تفجيرا، كما سيأتي.

حذف متعلق الشرب:

و ربما يمكن تأييد أن الحديث إنما هو عن فعل الأبرار في هذه الدنيا، بأن المتعلق للشرب لم يذكر في الآية. فلم يقل: يشربون أي شي‌ء!! فهل يشربون ماء ممزوجا بالكافور؟ أم يشربون لبنا، أم عسلا، أم ما ذا؟!

و ربما يكون ذلك لإفساح المجال لفهم ذلك المعنى الكنائي المستوعب، لكل ما تقتضيه صفة الأبرارية، التي تتسع للعديد من المعاني، و تكون معاني الأبرارية فيهم هي التي جعلتهم يفجرون تلك العين تفجيرا عظيما ..

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست