في مستوى أقل مما هو عليه، مع احتمالات حصول عفو أو بداء، أو أي شيء يصرف عن المضي في ذلك العزم.
و أما الوعيد الذي يصاحبه إعداد و تهيئة وسائل .. فإن هذا الإعداد، يستبطن إفهام العاصي بأن الأمور غير قابلة لأي احتمال، فقد حددت مستويات العقاب، و حالاته، و كيفياته. و جسّده بدرجة مّا، من خلال ما تهيأ من وسائل .. مع تضاؤل احتمالات الانصراف عن العقوبة، لوجود الوسائل المذكّرة بها، و المحرّضة عليها بدرجة من التحريض ماثلة للعيان.
كما أن إحضار الوسائل يعطي للعاصي بصيرة في درجة التصميم و الإصرار و الجدية في هذا الوعيد، حيث يرى: أن مراحل تنفيذه قد بدأت، و أن الخطوات الأولى قد أنجزت.
فإذا كان واقع الأمر يفرض هذا الفرق بين الحالتين، فالإخبار بهما أو بإحديهما، لا بد أن تختلف تأثيراته على النفس الإنسانية تبعا لذلك ..
الإعداد و العفو:
و يبقى سؤال يقول: هل هذا الإعداد يمنع من العفو؟!
و يجاب: بأنه لا مانع من حصول العفو، لكن المهم هو أن هذا الأسلوب التربوي من شأنه أن يجعل الناس أكثر جدية في التزام أوامر اللّه تعالى .. لأن عنفوان الكفر يتضاءل، و تضعف شوكته، و ضعفها هذا، و حرص الإنسان على أن لا يعرض نفسه لغضب اللّه، يجعله أهلا للعفو فيما لو اجتمعت شرائطه و موجباته.
«أعتدنا» صيغة الماضي!
و أما لماذا عبّر بصيغة الماضي، لا بصيغة المضارع، فقال: «أعتدنا» ..
فلعله لأجل أن يفهم العصاة: أنه تعالى قد أعد العدة، و انته الأمر، فهو