فاللّه إذن يريد لنا أولا أن نشعر به بقلوبنا، و نحس بآثاره في حياتنا، ليصبح واقعا حياتيا فاعلا و قويا. و هكذا فعل في سائر الأمور العقائدية، كالقيامة و النبوة و غيرهما، و كذا المفاهيم الإيمانية، و الدينية، بصورة عامة ..
و لذلك تجد الإنسان يعيش الشعور باللّه سبحانه و بقدرته، و محبته، و سائر المعاني الإيمانية في حالات الخوف و الرجاء، و في حالات الصحة و المرض، فيتوجه إليه بالدعاء، و يشعر بالفرح و بالامتنان حين يستجيب له.
فالمطلوب إذن هو الإحساس باللّه سبحانه، و ليس المطلوب هو تصوره سبحانه، لأن ذلك مستحيل. كما أن المطلوب هو امتلاك القدرة على دفع شبهات المضلين، و التحصن من ضلالاتهم.
هذا: و قد جاءت هذه الآية التي نحن بصدد الحديث عنها، في نفس هذا السياق، كما يظهر من ملاحظة المعاني التي أشارت إليها، في مفرداتها، و في سياقها العام.
لماذا قال: شاكرا؟!
و السؤال هو: لماذا قال: «شاكرا»، مع أن الحديث هو عن الهداية و الضلال؟! .. و لما ذا أيضا جاء بها بصيغة اسم الفاعل؟! ..
و الجواب:
1- إن اختيار الشكر في هذا المورد، إنما هو لأنه من قبيل إطلاق الدعوى مع دليلها، لأن التعبير بالشكر يوجب أن يكون هناك ما يفرض الشكر، و هو النعم. فإذا أثبتت الشاكرية، فإن ثبوتها يوجب ثبوت قبح