responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 104

و قد قال تعالى: فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ[1].

و قال: وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ‌[2].

و بذلك يتضح: أن «أل» في كلمة «السّبيل» جنسية، أي أنه تعالى قد بيّن سبيل الغي و الضلال، الذي لا يوصل، بواسطة بيانه للسبيل المستقيم الموصل، فأصبحت السبل واضحة، و عليه هو أن يختار.

لماذا بدون فاء التفريع؟:

و يبقى سؤال: لماذا لم يقل اللّه تعالى: «إِمَّا شاكِراً». مع فاء التفريع، بل قال: إِمَّا شاكِراً؟! ..

و نقول: لعل السبب في ذلك: أنه تعالى يريد أن يبرز عنصر القصد و الاختيار و الإرادة، فكأنه قال: قد دللتك، و لك الخيار، في أن تفعل، و أن لا تفعل، فأنت الذي تقرر و تختار، و تبادر.

و لو أنه جاء بفاء التفريع فلربما يتخيل أن الشكر و الكفر يأتي كنتيجة طبيعية و حتمية الحصول، سواء أكان ذلك بسبب الغفلة عن الأمر، فينساق بعفوية إليه و بدون التفات، أم بسبب النسيان بعد الالتفات، أم بسبب العمد إلى الشكر و الكفر، ثم يتكرر منه فعل الكفر، حتى يصير كفورا ..

السميعية و البصيرية لا تغني عن الهداية:

و قد يقال: إذا كان اللّه قد جعل الإنسان سميعا بصيرا، فإنه لا يحتاج بعد إلى الهداية، و ذلك لأن سميعيته الفائقة، و كذا بصيريته سوف تجعلانه يلتفت لكل شي‌ء، و يدرك كل ما حوله .. فلما ذا عاد فقال: إِنَّا


[1] سورة الأنعام الآية 149.

[2] سورة النمل الآية 14.

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست