يكون في الآخرة، فقد يكون في دار الدنيا، و قد يكون فيهما معا.
كما أن صور الجزاء قد تكون مختلفة، فقد يجازيه بالمرض، أو بالهم، و بالتضييق عليه بالرزق.
و قد يكون بالاقتصاص العلني الفاضح، و بغير ذلك.
و الخلاصة: أن التكذيب بوجود يوم محدد، يحاسب فيه الإنسان على فعله لا ينافي الاعتقاد بأصل وجود الجزاء.
فاليهود يرون أو يرى قسم كبير منهم على الأقل:
أن جزاء الأعمال إنما هو في هذه الدنيا، في واد يسمى وادي الهلاك، حيث يتعرض الإنسان فيها لمصائب و مصاعب، أو نحوها. أما الآخرة بما لها من تفاصيل كوجود جنة و نار، و حساب و ثواب، و صراط، و شفاعة، و غير ذلك فإنهم لا يعتقدون بذلك.
و لأجل ذلك أحب اليهود هذه الحياة الدنيا كأشد ما يكون الحب، و كانوا أحرص الناس على حياة مهما كانت تافهة و حقيرة و ذليلة. و لأجل ذلك أيضا وضعوا تعاليم تبيح لهم ارتكاب كل جريمة و عظيمة.