و في مجال إبعاده عن اللّه، و عن القيم، ألا و هو المال الذي هو أشدّ تأثيرا في حياة الإنسان من أيّ شيء آخر، حتى من الغريزة الجنسية، فإن الجنس حالة غريزيّة، يمكن أن يجد الانسان الطريقة المشروعة لتنفيسها و التخفيف من حدّة ضغوطها، و ينتهي الأمر. أما المال فهو يمس مجموعة كبيرة من القيم في حياة الإنسان، و يؤثر فيها، فهو يمس صدق الإنسان، و وفاءه و حبّه للدنيا، و كرم نفسه، و سخاءه، و شحّه، و كثيرا من القيم الحياتيّة، التي يريد أن يتعامل بها في حياته مع مختلف الموجودات: من جماد، و حيوان، و إنسان، و من غيب و شهود، و غير ذلك.
إن هذا المال يلامس هذه القيم، و يؤثر فيها، و يحدث فيها الخلل، و يدمّر فيها الكثير من الخلايا النابضة بالحياة.
فله إذن دور خطير جدا في حياة الإنسان، و في مستقبله: ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ[1].