إلى ذلك من صفات ألوهية، تعني مزيدا من الإحساس بالبون الشاسع، فيما بين هذا الإنسان الضعيف، العاجز، المحتاج، الخ .. و بين ذلك الإله الخالق العظيم، و قد يتحول هذا الإحساس بالبون- بصورة لا شعورية- إلى إحساس بالبعد عنه، و بانقطاع العلاقات و الروابط معه أيا كانت[1].
و لأجل ذلك نلمح مزيدا من الإصرار في الآيات القرآنية على تجسيد العلاقة بين اللّه و بين العباد، كواقع حي، يتلمسه هذا الإنسان بأحاسيسه الظاهرة قبل الباطنة. في كل حين، و في كل مجال.
كما أن ثمة تركيزا واضحا على تكوين شعور قوي و عميق بربوبيته سبحانه لهذا الإنسان، و رفقه به، و رعايته له من موقع
[1] و قد تجلت سلبيات هذا الشعور حين تحول إلى انحراف فكري خطير جدا حين قالت بعض الفرق: إن اللّه قد كتب ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة، و لم يعد قادرا على أي عمل، و لا يستطيع التدخل لتغيير أي شيء بل هو محكوم بقدره مغلول اليد، كما قالت اليهود: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ، غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِما قالُوا).
فهو تعالى قد أوجد الخلق و انته دوره، و بطل تأثيره. فلم تعد النظرة إليه من المخلوقين- على أساس هذه النظرة المنحرفة- من موقع الحاجة. و لم يعد لصفاته تأثير. فتعطلت و انتهت و بطل مفعولها. و لم يعد الكريم، و الرحيم، و العطوف، و والخ ..