فالفيض الإلهي لكل ما تقتضيه التربية لهذا الإنسان، و الشعور بهذا الفيض يستدعي الحمد، و الثناء. ثم الشكر، لهذا المنعم، و التزام كل ما يرضيه.
و من الواضح: أننا حين نريد تنزيهه تعالى: نقول:
سبحان اللّه. أي أنزه اللّه و أبعده عن كل شائبة، فقد يقال: هذا مجرد كلام ليس له ما يثبته.
فإذا سبحت اللّه بواسطة الحمد، و نسبت التسبيح لك شخصيا، و قررت أن هذا التسبيح و التنزيه إنما هو للّه بعنوان كونه ربا أي راعيا و مربيا، فإن الأمر يصبح مختلفا تماما عن قولك: سبحان اللّه فقط، و يكون هذا هو الإثبات المطلوب.
و ذلك لأن الحمد يكشف عن: أن اللّه سبحانه قد اتصف بصفة حسن ثابتة فيه استحق الحمد لأجلها، ككونه ليس له شريك، و لا ولد و لا صاحبة، و لا مكان، لا ينسى، و لا يسهو، و لأنه عالم حي قيوم قادر غني، الخ .. كما انه يعني أنه تعالى قد صدرت عنه أفعال اختيارية استحق لأجلها الثناء و الحمد، هي كل ما في هذا الكون من نعم نستفيد منها مباشرة أو بالواسطة[1] كالخلق، و الرزق، و الرحمة و الرأفة، و الشفاء،
[1] حتى في مثل الطبيب الذي يشفيك بقدرة اللّه، و الكريم و الهادي الذي يعطيك و يهديك مما أنعم اللّه به عليه، و بهداية اللّه و توفيقه، و إذنه و إرادته.