responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 96

1- اطلاق اللفظ و ارادة شخصه‌

أمّا اطلاق اللفظ و ارادة شخصه، فليس من باب استعمال اللفظ في المعنى، و يظهر الوجه فيه ممّا ذكرناه سابقا في وجه الحاجة الى الوضع، من أنّ الانسان مدني بالطبع و محتاج الى الاجتماع، و الاجتماع متوقّف على تفهيم كلّ أحد مقاصده القلبيّة لغيره، و الاشارة لا تفي في جميع الموارد على نحو الايجاب الكلّي، الحاجة ماسّة الى وضع الالفاظ لتكون مبرزة للمقاصد حين الاستعمال.

و قد ذكرنا أنّ الوضع عبارة عن التعهّد و الالتزام بالتكلّم بلفظ خاص عند ارادة معنى مخصوص، فمعنى استعمال اللفظ في المعنى هو القاء اللفظ الى المخاطب لينتقل ذهنه الى المعنى، و يكون اللفظ مغفولا عنه فانيا في المعنى، فناء الطريق في ذيه.

و بعبارة اخرى: استعمال اللفظ في المعنى عبارة عن احضار المعنى في ذهن المخاطب العالم بالوضع بواسطة اللفظ.

هذا كلّه اذا تعلّق غرض المتكلّم بالقاء المعنى في ذهن المخاطب، و أمّا اذا تعلّق غرضه بالقاء اللفظ نفسه في ذهن المخاطب، فهو لا يحتاج الى الوضع، بل يتكلّم باللفظ و يحضره في ذهنه بلا واسطة شي‌ء، فيقول:

زيد ثلاثي مثلا، و يريد اثبات الحكم لشخص اللفظ الصادر من المتكلّم، فلا يكون هذا الالقاء من استعمال اللفظ في شي‌ء، اذ لم يحضر بواسطته شي‌ء آخر في ذهن المخاطب كي يكون اللفظ مستعملا فيه، و لذا يجري في المهملات ايضا، و يقال: جسق مهمل، اذا اريد شخص لفظ الجسق المذكور في كلامه.

و على الجملة استعمال اللفظ في المعنى عبارة عن احضار المقصود بواسطة اللفظ في ذهن المخاطب، و ذكر اللفظ و ارادة شخصه ليس من‌

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست