responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 85

كالجملة الاسمية[1]، و بعضها مختصّ بالانشاء كصيغة افعل و ما في معناها، و بعضها مشترك بينهما كفعل المضارع، فانّه تارة يستعمل في الحكاية، كما يقال: زيد يصلّي أو يصوم، و اخرى في مقام الطلب، كما ورد في الروايات لفظ: يعيد[2] و يغتسل، و نحوهما، و اريد طلب الاعادة و طلب الغسل.

و كذا فعل الماضي، فانّه ايضا مشترك بين الخبر و الانشاء، فتارة يقال:

بعت و تزوّجت، في مقام الاخبار و الحكاية، و اخرى في مقام الانشاء، بل الفعل الماضي يستعمل في مقام الطلب ايضا اذا كان جوابا للشرط، كما يقال: من استدبر في صلاته أعاد، و لم يستعمل في الطلب في غير هذا المورد[3].


[1] هكذا ذكر سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظلّه، و كأنّه غفل عمّا ذكره آنفا من صحّة استعمال الجملة الاسمية في مقام انشاء المادّة، كقولنا: هي طالقة، و أنت حرّ لوجه اللّه، و عليه كانت الجملة الاسمية ايضا مشتركة بين الخبر و الانشاء، و ان قلّ استعمالها في الانشاء و كثر في الخبر، فلاحظ.

[2]- منها صحيحة زرارة قال:« سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الرجل ينسي تكبيرة الاحرام، قال عليه السّلام: يعيد»، الوسائل 6: 13.

منها موثقة عبيد بن زرارة قال:« سألت أبا عبد الله عليه السّلام عن رجل أقام الصلاة فنسي أن يكبّر حتّى افتتح الصلاة، قال: يعيد الصلاة»، الوسائل 6: 13.

[3]- هكذا ذكر سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظلّه العالي، أقول: أمّا ما ذكره من أنّ الخبر موضوع للحكاية عن النسبة لا للنسبة، اذ الخبر لا يدلّ على تحقّق النسبة في الخارج و لو ظنّا، فلا يمكننا المساعدة عليه، اذ لو لم يدلّ الخبر على تحقّق النسبة، فبما ذا يحكي المتكلّم المخبر عن النسبة.

فالظاهر أنّ الحكاية عن النسبة انّما هي بمدلول الخبر، و الخبر بما له من المفهوم يدلّ على تحقّق النسبة، و أمّا الحكاية فهي عنوان منتزع عن تكلّم المتكلّم بالجملة الخبرية، فاذا قال:-- زيد قائم مثلا، كان مدلول الكلام و مفهومه هو قيام زيد لا الحكاية عن قيام زيد، و الحكاية انّما هي فعل صدر من المتكلّم بتكلّمه بالجملة الخبرية، فهو الحاكي عن النسبة، و الخبر هو المحكي به، و النسبة هي المحكي عنه، فالخبر يدلّ على النسبة لا محالة، و أمّا احتمال الصدق و الكذب فهو خارج عن مدلول الكلام، كما أنّ العلم بالصدق للقرائن الخارجية، أو العلم بالكذب كذلك خارج عن مدلول الكلام.

و أمّا ما ذكره دام ظلّه من أنّ الانشاء موضوع لابراز أمر نفساني، فلا يمكننا المساعدة عليه ايضا، فانّ الانشاء بما له من المفهوم لا يلائم الابراز، بل الظاهر أنّ المراد من الانشاء هو الايجاد كما هو ظاهره، و ليس المراد منه الايجاد التكويني الخارجي، كما ذكره سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظلّه، فانّ اللفظ ليس من علل الموجودات الخارجية التكوينية كما هو واضح، بل المراد هو الايجاد الاعتباري الصادر من المتكلّم.

و ما ذكره دام ظلّه من أنّ الوجود الاعتباري خفيف المئونة و يكفيه مجرّد الاعتبار بلا حاجة الى التلفظ، ففيه: انّ الوجود الاعتباري و ان لم يكن بحاجة الى التلفّظ، الّا انّه لا ينافيه ايضا، و حيث انّ اعتبار الوجود من دون التلفّظ لا يكون موردا لاعتبار العقلاء و موضوعا للآثار الشرعية، فلا مناص من التلفّظ و الايجاد بالصيغ المعهودة.

و الّذي ينبغي أن يقال في المقام: انّ ما ذكره صاحب الكفاية في مقام الفرق بين الخبر و الانشاء ناظر الى الالفاظ المشتركة بين الخبر و الانشاء، كلفظ بعت مثلا، و حينئذ يصحّ ما ذكره صاحب الكفاية من أنّ الموضوع له بل المستعمل فيه في الخبر و الانشاء واحد، و انّما الفرق بينهما بمجرّد القصد، فاذا تكلّم المتكلّم بلفظ بعت بداعي الحكاية فهو خبر، و اذا تكلّم به بداعي الايجاد فهو انشاء.

و أمّا الالفاظ المختصّة بالخبر و الانشاء، فالفرق بينهما لا يحتاج الى البحث و البيان، و لا ينبغي أن يكون محلا للخلاف و موردا للنقض و الابرام، و كيف يحتمل أن يقول صاحب الكفاية أنّ الموضوع له في مثل ضرب و اضرب واحد، و انّما الفرق بينهما بمجرّد الداعي و القصد، فلاحظ.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست