اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 73
الدار تدلّ على ذاتها، و لفظة «في» تدلّ على عرض الاين منتسبا
الى موضوع ما، أي الكون في الدار الّذي هو من الاعراض النسبية الّتي يحتاج تقوّمها
الى الطرفين، و الهيئة التركيبية تدلّ على تحقّق هذا العرض، و هو الكون في الدار
لزيد، و حيث انّ الاعراض النسبية من المعاني الّتي يحتاج الانسان الى الدلالة
عليها في مقام الافادة و الاستفادة، فالحكمة تقتضي وضع اللفظ بازائها، فوضعت لها
الحروف.
و فيه أولا: ما ذكرناه
أخيرا في ردّ القول الرابع، من أنّ الحروف قد تستعمل في موارد لا يتصوّر فيها
تحقّق الاعراض النسبية، كالواجب تعالى أو المفاهيم المعدومة و الاعتبارية، فراجع
الامثلة الّتي تقدّم ذكرها.
و على الجملة استعمال
الحروف في الواجب و الممكن و الممتنع على نسق واحد بلا اعمال عناية، يكشف كشفا
قطعيّا عن أنّ الحروف موضوعة للمعنى الجامع الموجود في جميع هذه الموارد، لا لخصوص
الاعراض النسبية المختصّة بالممكن دون الواجب و الممتنع.
و ثانيا: انّ الاعراض
النسبيّة كغيرها من الاعراض مفاهيم مستقلّة اسميّة، فلو كانت الحروف ايضا موضوعا
لها لم يبق فرق بين الحرف و الاسم في ذات المعنى، فلا بدّ من الالتزام بأنّ الفرق
بينهما انّما هو بمجرّد اللحاظ الآلي و الاستقلالي، مع وحدة المعنى ذاتا، على ما
تقدّم بيانه.
و هذا القول مع بطلانه
في نفسه- على ما تقدّم ذكره- قد اعترف قائله العظيم ببطلانه، و صرّح بأنّ المعنى
الحرفي يغاير المعنى الاسمي ذاتا.