اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 66
بالمفهوميّة، و ذكر ألفاظها يوجب خطورها في ذهن السامع، الّا
أنّ المعاني الحرفيّة ليست بايجاديّة بالمعنى المذكور، فانّها و ان كانت غير
مستقلّة بالمفهومية لكنّها اخطاريّة بالمعنى المذكور في المعاني الاسميّة، الّا
أنّ عدم كونها اخطاريّة لا يستلزم كونها ايجاديّة بالمعنى المذكور، اذ ليست
الايجاديّة و الاخطاريّة من قبيل ضدّين لا ثالث لهما، كي يلزم من عدم كونها
اخطاريّة كونها ايجاديّة.
بل التحقيق أنّ لكلّ
واحد من الحروف معنى خاصّا يحكي عنه في الكلام، و يحصل الربط بين المفاهيم
المستقلّة في الكلام بهذا المعنى الخاصّ، فالربط بين أجزاء الكلام و ان كان يحصل
بالحروف الّا أنّه من جهة دلالة الحروف على معانيها، لا أنّها موجدة للربط بلا
دلالة لها على معنى من المعاني، كيف و لو كانت الحروف موجدة للربط بلا دلالة على
معنى من المعاني لزم حصول الربط بمجرّد ذكر أيّ حرف من الحروف، و ليس الامر كذلك.
فانّه لو قلنا: زيد في
الاسد و زيد كالدار، لا يحصل الربط، و يعدّ من الاغلاط الواضحة، فلا بدّ في حصول
الربط من ذكر الكاف في المثال الاوّل، و ذكر «في» في المثال الثاني، فيقال: زيد
كالاسد و زيد في الدار، فهذا يكشف كشفا قطعيّا عن أنّ لكلّ حرف معنى خاصّا يحصل
الربط به في كلام معيّن.
و على الجملة، حال
الحروف حال الحركات الاعرابيّة، فكما أنّه لكلّ اعراب دلالة على خصوصية موجبة
لارتباط أجزاء الكلام، فانّه لا ربط بين «اضرب» و «زيد»، الّا من ناحية الهيئة،
فاذا قلت: ضرب زيد- بالرفع- فهم صدور الضرب من زيد، فلا محالة كان الرفع موضوعا
لهذا المعنى، و به يحصل الربط، كذلك الحروف تدلّ على خصوصيّة كانت هي الموجبة
لحصول الربط بين أجزاء الكلام.
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 66