اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 476
بالضرورة، و كذا بقيّة الواجبات النفسيّة الّا السجود للّه سبحانه و تعالى، فانّه تعظيم للمولى و حسنه ذاتي مع قطع النظر عن المصلحة المترتّبة عليه، و أمّا حكم العقل بحسن الاطاعة فهو و ان كان شاملا لجميع الواجبات الّا أنّه أجنبي عن المقام، لانّ الكلام في الحسن الذاتي للفعل المقتضي للامر به، و حسن الاطاعة عقلا انّما هو في رتبة متأخّرة عن الامر.
كلام المحقق النائينى رحمه اللّه في المقام:
و أجاب المحقق النائيني رحمه اللّه[1] عن الاشكال بأنّ الاثر المترتّب على فعل المكلّف تارة يترتّب عليه بلا واسطة شيء آخر، و هو المراد من الافعال التوليديّة في كلامهم، كالزوجية و الملكية و الحرية و نحوها، و في مثله لا مانع من تعلّق التكليف به، لانّه غير مقدور بواسطة القدرة على السبب.
و اخرى يترتّب عليه بواسطة أمر مقدور كالكون على السطح المترتّب على نصب السلّم بواسطة الصعود، و في مثله ايضا لا مانع من تعلّق التكليف به، باعتبار أنّ القدرة على السبب قدرة على المسبّب.
و ثالثة: يترتب عليه بواسطة مقدّمات غير اختيارية، فيكون فعل المكلّف من المقدّمات المعدّة لا من قبيل السبب و المسبّب، كصحّة المريض المترتّبة على شرب الدواء، و الثمر المترتّب على غرس الاشجار، و الحاصل المترتّب على الزرع.
فانّ فعل المكلّف في مثل هذه الامثلة من المقدّمات المعدّة، لانّ