responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 270

مثل البذر الّذي يقع في الارض و ينمو فيثمر ثمرا مرّا، و مثل الطاعة مثل البذر الّذي ينمو و يثمر ثمرا حلوا، فالعقاب من لوازم المعصية الناشئة عن الشقاوة الذاتية للانسان، و الذاتي لا يعلل.

فله دعويان:

الاولى: انّ العقاب لازم للعصيان غير منفكّ عنه، فلا يكون العقاب من معاقب كي يكون قبيحا على أمر غير اختياري.

الثانية: انّ العصيان ناشئ من الشقاوة الذاتية للشقي، و الذاتي لا يعلّل.

أقول: أمّا الدعوى الاولى ففي غاية الوضوح من الفساد، اذ كون العقاب من تبعات العصيان و ان كان صحيحا، الّا أنّه لا يكون لازما له غير منفكّ عنه، كيف و قد ثبت العفو و الشفاعة بنصّ الكتاب و السنة، فلا يكون العصيان من قبيل العلّة التامة للعقاب، بل من قبيل المقتضي له.

و بالجملة العصيان يوجب استحقاق العقوبة، فله تعالى أن يعاقبه أو يتجاوز عنه بعفوه أو بالشفاعة، فلا معنى لكون العقاب لازما للعصيان غير منفكّ عنه.

و أمّا الدعوى الثانية، فهي مثل الاولى في الفساد، لانّه ان أراد من الذاتي هو الذاتي في باب الكليات الخمس، أعني الجنس و الفصل، فهو واضح الفساد، ضرورة أنّ السعادة و الشقاوة لا تكونان جنسين للسعيد و الشقي، و لا فصلين لهما، و الّا لزم كون حقيقة الانسان السعيد مباينة لحقيقة الانسان الشقي، و هو كما ترى.

و ان أراد من الذاتي هو الذاتي في باب البرهان، أعني كون ذات السعيد علّة تامة للسعادة، و ذات الشقي علّة تامة للشقاوة، فاختيار الايمان و الطاعة مترتّب على السعادة الذاتية ترتّب المعلول على العلة

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست