اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 236
فالصحيح أنّ التغاير بين المشتق و مبدئه ذاتي، و انّ المفهوم
من أحدهما غير ما يفهم من الآخر، فمفهوم المبدا هو الوصف، و لذا لا يصحّ حمله على
الذات الّا على نحو المبالغة مجازا في مثل قولنا: زيد عدل، و مفهوم المشتق هو
الذات، غاية الامر أنّ مفهومه ليس هو الذات المطلق بل الذات المقيد و المتّصف
بالمبدإ، فمفهوم المبدا نفس القيام مثلا و مفهوم المشتق ذات له القيام، و كم فرق
بينهما.
3- النسبة بين المبدا
و الذات
انّه قد التزم صاحب
الفصول رحمه اللّه[1] بالنّقل في
الصفات الجارية عليه سبحانه و تعالى لوجهين، أحدهما راجع الى الآخر:
1- انّه يعتبر المغايرة
وجودا بين المبدا و الذات، و حيث انّه لا مغايرة في الوجود بين ذاته تعالى و
صفاته، فلا بدّ من الالتزام بالنقل في ألفاظ الصفات الجارية عليه تعالى.
2- انّه يعتبر في صدق
المشتق على ذات تلبّسه بالمبدإ و تلبّس شيء بشيء يستدعي التعدّد و الاثنينيّة، و
حيث انّ صفاته عين ذاته تعالى، فلا مناص من الالتزام بالنقل في الصفات الجارية
عليه سبحانه و تعالى.
و ليعلم أنّ محلّ كلامه
هي صفات الذات كالعالم و القادر، و ما يرجع الى أحدهما كالسميع و البصير، فانّ
العلم بمعنى انكشاف الاشياء له تعالى عين ذاته، و كذا القدرة بمعنى أنّ له ما يشاء
عين ذاته، و أمّا السميع و البصير فهما راجعان الى العلم، فانّ السميع هو العالم
بالمسموعات، و البصير هو العالم بالمبصرات.