responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 123

المعنى يستدعي كون اللفظ مغفولا عنه و ملحوظا بلحاظ آلي، و الوضع يستدعي توجّه النفس الى اللفظ و المعنى، و لحاظها باللحاظ الاستقلالي، و لا يمكن الجمع بين اللحاظ الآلي و الاستقلالي في آن واحد، مع كون الملحوظ واحدا.

و الانصاف تماميّة ما ذكره صاحب الكفاية، و انّ الوضع بالاستعمال بمكان من الامكان، اذ لو قلنا بتماميّة الوضع بمجرّد الاعتبار النفساني و عدم احتياجه الى المبرز، فالوضع سابق على الاستعمال، فلا يلزم الجمع بين اللحاظ الآلي و اللحاظ الاستقلالي.

بلا فرق بين أن يكون الوضع عبارة عن الالتزام و التعهّد بالتكلّم بلفظ خاص عند ارادة معنى مخصوص، أو يكون عبارة عن تنزيل اللفظ وجودا للمعنى، أو يكون عبارة عن اعتبار الملازمة بينهما، أو غيرها من الاقوال الّتي تقدّمت في تحقيق معنى الوضع.

و ان قلنا بعدم تماميّة الوضع بمجرّد الاعتبار النفساني و احتياجه الى المبرز، كما هو الحال في المعاملات، فانّ مجرّد الاعتبار النفساني بدون الابراز في مقام الانشاء لا يكفي في تحقّق المعاملة، فالاستعمال حينئذ و ان كان محقّقا للوضع، الّا أنّه لا يستلزم لحاظ اللفظ آليا.

بل يمكن أن يكون ملحوظا بنحو الاستقلال، نظير ما ذكرناه في معنى الحروف، من أنّ المعنى الحرفي لا يستلزم أن يكون ملحوظا دائما باللحاظ الآلي، بل يمكن لحاظه بنحو الاستقلال، على ما ذكرنا هناك، و ذكرنا له أمثلة.

فاذا لا مانع من استعمال لفظ في معنى بداعي الوضع، و يكون اللفظ كالمعنى ملحوظا بنحو الاستقلال فقط، فلا يلزم اجتماع اللحاظ الآلي و اللحاظ الاستقلالي، غاية الامر أنّ ابراز الوضع و انشاءه قد يكون‌

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست