responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فوائد الاُصول المؤلف : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 20

و امّا غايته فهي غنية عن البيان، إذ غايته هي القدرة على استنباط الأحكام الشّرعيّة عن مداركها.

بقي الكلام في بيان موضوعه و قد اشتهر انّ موضوع كلّ علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذّاتيّة، و قد أطالوا الكلام في البحث عن العوارض الذّاتيّة و الفارق بينها و بين العوارض الغريبة، و ربّما كتب بعض في ذلك ما يقرب من الف بيت أو أكثر.

و قد يفسّر العرض الذّاتي بما يعرض الشي‌ء لذاته، أي بلا واسطة في العروض و ان كان هناك واسطة في الثبوت. و المراد من الواسطة في العروض، هو ما كان العرض أوّلا و بالذات يعرض نفس الواسطة و يحمل عليها، و ثانيا و بالعرض يعرض لذي الواسطة و يحمل عليه، كحركة الجالس في السّفينة، فانّ الحركة أوّلا و بالذات تعرض السّفينة و تستند إليها، و ثانيا و بالعرض تعرض الجالس و تستند إليه و تحمل عليه، من قبيل الوصف بحال المتعلّق.

و هذا بخلاف ما إذا لم يكن هناك واسطة في العروض، سواء لم يكن هناك واسطة أصلا- كإدراك الكليّات بالنّسبة إلى الإنسان، فانّ إدراك الكليّات من لوازم ذات الإنسان و هويّته، و يعرض على الإنسان بلا توسيط شي‌ء أصلا، و ليس إدراك الكليّات فصلا للإنسان، بل الفصل هو الصّورة النّوعيّة الّتي يكون بها الإنسان إنسانا، و من لوازم ذلك إدراك الكليّات، إلّا انّه لازم نفس الذات بلا واسطة- أو كان هناك واسطة إلّا انّها لم تكن واسطة في العروض، بل كانت واسطة في الثبوت، سواء كانت تلك الواسطة منتزعة عن مقام الذات، كالتعجب العارض للإنسان بواسطة إدراكه الكليّات الّذي هو منتزع عن مقام الذات، حيث كان ذات الإنسان يقتضى الإدراك كما عرفت، أو كانت الواسطة امرا خارجا عمّا يقتضيه الذات كالحرارة العارضة للماء بواسطة مجاورة النّار.

و السر في تفسير العرض الذاتي بذلك، أي بان لا يكون هناك واسطة في العروض، مع انّ هذا خلاف ما قيل في معنى العرض الذاتي: من انّ العرض الذاتي‌

اسم الکتاب : فوائد الاُصول المؤلف : الغروي النّائيني، الميرزا محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست