استهلّ أبي جلسة حوارية الوصية بالحديث الشريف التالي:
قال الإمام أبو جعفر (ع): الوصية حق، وقد أوصى رسول الله (ص) فينبغي للمسلم أن يوصي).
ولكن بعض الناس- يا أبي- لا يوصون معتبرين أن الوصية تعني قرب حلول الموت، فيتشاءمون منها.
الوصية مستحبة، ويقال: إنها على العكس من ذلك تطيل العمر، ثم إن ترك الوصية مكروه وغير حسن.
وبعد ذلك كله (الموت حق) أليس كذلك؟
نعم الموت حق، قال تعالى في كتابه الكريم: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ أسمعها كثيراً تتردد على شفاه الناس وأقرؤها على المقابر في الطريق، نعم الموت حق.
إذا كان كذلك فلماذا التهرب من حقيقة واقعة لا محالة؟
أليس من الأجدر بنا أن نكون واقعيين، أو قل عمليين فنستعد لما هو آت لا مناص منه ولا مهرب عنه طال بنا العمر أو قصر فيكون مصدر العظة والاعتبار.