responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وصاية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في القرآن و السنة المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 401

فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربّي ما لقيتُ من قريش إذ لم يقرّوا ليّ بالرسالة حتى أمرني بجهادي، وأهبط إليّ جنوداً من السماء فنصروني فكيف يقرّوا لعلي من بعدي؟ فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه: «فلعلّك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك»[673].

فلمّا نزلنا الجحفة راجعين وضربنا أخبيتنا، نزل جبرئيل بهذه الآية: «يا أيها الرّسول بلّغ ما أُنزل اليك من ربّك وإنْ لم تفعلْ فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس» فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله (ص) وهو ينادي: أيّها الناس اجيبوا داعي الله أنا رسول الله، فأتيناه مُسرعين في شدّة الحر، فإذا هو واضعٌ بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدمه من الحرّ، وأمر بقمّ ما تحت الدوح، فقمّ ما كان ثمة من الشوك والحجارة، فقال رجل: ما دعاهُ الى قمّ هذا المكان وهو يريد أن يرحل من ساعته إلا ليأتينّكم اليوم بداهية!

فلمّا فرغوا من القَمّ أمرَ رسول الله أن يؤتى بأحلاس دوابّنا وأقتاب إبلنا وحقائبنا، فوضعنا بعضها على بعضٍ، ثم ألقينا عليها ثوباً، ثم صعد عليها رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

يا أيّها الناس أنّه نزل علي عشية عرفة أمرٌ ضقتُ به ذرعاً مخافة تكذيب أهل الافك، حتى جاءني في هذا الموضع وعيدٌ من ربّي إن لم أفعل، ألا وإني غير هائب لقومٍ ولا محابٍ لقرابتي، أيّها الناس مَن أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله، قال: اللهم اشهد وانتَ يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلاثاً.

ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعه اليه ثم قال: اللهم مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله قالها ثلاثاً ثمّ قال: هل سمعتم؟ فقالوا: اللهم بلى،


[673]- هود: 12.

اسم الکتاب : وصاية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في القرآن و السنة المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست