ثم تمادى لعلي السؤال فما تركَ شيئاً إلا ناشدَهُم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله (ص) كثيراً، وكانوا في كل ذلك يصدّقونه ويشهدون أنّه حقّ‌[541].

أفضلية الوصي على من تقدّمه‌

(366)

روى الشيخ المفيد[542] سناده عن عبد العظيم بن عبد الله قال:

قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكي: إني احبّ أن اسمع كلام المتكلّمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجون عن بعض ما يريدون. فأمر جعفر المتكلّمين فأحضروا داره وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبين المتكلمين ستراً، فاجتمع المتكلّمون وغصّ المجلس بأَهله ينتظرون هشام ابن الحكم فدخل عليهم هشام وعليه قميص الى الركبة وسراويل الى نصف الساق، فسلّم على الجميع ولم يخص جعفراً بشي‌ء، فقال له رجلٌ من القوم:

لم فضّلتَ علياً على ابي بكر والله يقول: «ثاني اثنين اذهما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا»[543]؟

فقال هشام: فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكانَ لله رضىً أم غير رضى؟

[541]- رواه الصدوق رحمه الله في الحديث( 25) من باب:« نصّ النبي على القائم» وهو الباب( 24) من كتاب« إكمال الدين»( ج 1 ص 274 ط عام 1390)، وفي ط: ص 268.

وذكره سليم بن قيس الهلالي في أوائل كتابه ص 111 ط 3.

ورواه الحاكم الحسكاني في( شواهد التنزيل) بنفس اللفظ والسند.

[542]- الاختصاص: 96/ 98.

[543]- التوبة: 40.