responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حب علي بن ابي طالب عليه السلام و آثاره الدنيوية و الاخروية المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 350

الطيب المبارك أوّل مَشهود عليه الزور في الاسلام، وعَن قليل يجدون غِبَّ ما أسَّسَهُ الأولون.

ولئن كانوا في مندوحة من المهل، وشفاء من الأجل، وسعة من المنقلب، واستدراج من الغرور، وسكون من الحال، وادراك من الأمل، فقد أمهل اللَّه عَزَّوجَلَّ شدّادِ بن عاد وثمود ابن عبّود وبلعم بن باعور، وأسبَغَ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة وأَمَدَّهُم بالأموال والاعمار، وأتَتهُم الأرض ببركاتها، ليذَّكروُا آلاء اللَّه وليعرفوا الأهابة له والأنابة اليه، ولينتَهوُا عن الاستكبار.

فلما بَلَغوُا المدّة، واستتمَّوا الأُكلة، أخَذَهم اللَّه عزوجَلّ وأصَطلمهُم، فمنهم من حُصّب، ومنهم من أخَذَته الصَيحَة، ومنهم من أحرَقَتهُ الظُلة، ومنهم من أودته الرجَفة، ومنهم من أردَتهُ الخَسفة، «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ».

الا وان لكل أجَل كتاباً، فاذا بلَغَ الكتابُ أجله، لو كُشِفَ لكَ عما هوى اليه الظالمون وآلَ اليه الأخسرَوُن، لهربتَ الى اللَّه عَزَّوجَلَّ مما هم عليه مُقيمُون واليه صائرون. الا وإِني فيكم أيُّها الناس كهارون في آل فرعون، وكبابِ حِطة في بني اسرائيل، وكسفينة نوح في قوم نوح، إني النَبَأ العظيم، والصدِّيق الأكبَر، وعن قليل سَتعَلَموُن ما توعَدوُن، وهل هي الا كلعَقة الآكل ومُذقَةَ الشارب وخفقة الوَسْنان ثم تلزمها المَعرّات خزياً في الدنيا ويوم القيامة، ثمّ يُرَدُّون الى أشدِّ العذاب، ومااللَّه بغافِل عما يَعَملوُن، فما جَزاء من تنكَّبَ مَحجته؟ وأنكرَ حُجَّته، وخالَف هُداه، وحادَ عن نوره، واقتحم في ظُلمِهِ، واستَبَدلَ بالماء السراب وبالنعيم العذاب، وبالفوز الشقاء، وبالسَرَّاء الضَرَّاء، وبالسَعَة الضنك، إلا جَزاءَ اقترافه‌

اسم الکتاب : حب علي بن ابي طالب عليه السلام و آثاره الدنيوية و الاخروية المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست