responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 570

وصف قدرته لطائف الخصوم، واحدٌ لا من عددٍ، ودائمٌ لا بأمدٍ، وقائمٌ لا بعمدٍ، ليس بجنسٍ فتعادله الاجناس، ولا بشبحٍ فتضارعه الاشباح، ولا كالاشياء فتقع عليه الصّفات، قد ضلّت العقول في أمواج تيّار ادراكه، وتحيّرت الاوهام عن احاطة ذكر أزليّته، وحصرت الافهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الاذهان في لجج أفلاك ملكوته، مقتدرٌ بالآلاء، وممتنعٌ بالكبرياء، ومتملّكٌ على الاشياء، فلا دهرٌ يُخلقه، ولا وصفٌ يحيط به، قد خضعت له ثوابت الصّعاب في محلّ تخوم قرارها، وأذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها، مستشهدٌ بكلية الاجناس على ربوبيّته، وبعجزها على قُدرته، وبفطورها على قِدمته، وبزوالها عن بقائه، فلا لها محيصٌ عن ادراكه ايّاها، لا خروجٌ من احاطته بها، ولا احتجابٌ عن احصائه لها، ولا امتناع من قدرته عليها، كفى باتقان الصنع لها آية، وبمُرَكّب الطبع عليها دلالة، وبحدوث الفِطَر عليها قدمةً، وبإحْكام الصنعة لها عبرةً، فلا اليه حدٌّ منسوبٌ، ولا له مثلٌ مضروبٌ، ولا شي‌ء عنه محجوبٌ، تعالى عن ضرب الامثال والصفات المخلوقة علوّاً كبيراً.

وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه ايماناً بربوبيّته، وخلافاً على من أنكره، وأشهد أنّ مُحَمَّداً عبده ورسوله المُقَرُّ في خير مستقرٍّ، المتناسخ من أكارم الاصلاب ومطهّرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتداً، وأفضل المنابت منبتاً، من أمنع ذِروةٍ، وأعزّ أرومةٍ، من الشجرة التي صاغ اللَّه منها أنبياءه، وانتجب منها أمناءه الطيّبة العود، المعتدلة العمود، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون، اليانعة الثمار الكريمة الحشا، في كرمٍ غُرِست، وفي حرم أنبتت، وفيه تشعّبت، وأثمرت وعزّت، وامتنعت، فسمت به وشمخت، حتى أكرمه اللَّه عزّوَجلّ بالروح الامين، والنور المبين والكتاب المستبين، وسخّر له البُراق، وصافحته الملائكة، وأرعب به الاباليس، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه، سُنّته الرشّد، وسيرته العدل،

اسم الکتاب : ائمتنا عليهم السلام عباد الرحمن المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 570
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست