ان اللَّه أدب نبيه فأحسن تأديبه، فقال: «خُذِ العَفْوَ وَأمُرْ بِالعُرْفِ وَأعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَا 199»[556] فلما كان ذلك أنزل اللَّه: «وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍا 4»[557] وفوض اليه أمر دينه وقال: «وَمَا آ تَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا».
فحرم اللَّه الخمر بعينها، وحرم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كل مُسكر فاجاز اللَّه ذلك، وكان يضمن على الجنة فيجيز اللَّه ذلك له، وذكر الفرائض فلم يذكر الجَدّ فاطعمه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سهماً فاجاز اللَّه ذلك، ولم يفوّض الى احد من الانبياء غيره[558].
وبالاسناد عن اسحاق بن عمار[559]، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال:
ان اللَّه أدب نبيه على أدبه فلما أنتهى به الى ما اراد قال له: «وَإنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍا 4»[560] ففوض اليه دينه فقال: «وَمَا آ تَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» وان اللَّه فرض في القرآن ولم يقسم للجد شيئاً وأن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله اطعمه السدس فأجاز اللَّه له، وأن اللَّه حرم الخمر بعينها وحرم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كل مسكر فأجاز اللَّه له ذلك، وذلك قول اللَّه: «هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أوْ أمْسِك بِغَيْرِ