و قد كشف العلامة ابن الجوزي الحديث المفتعل في فضائل أبي بكر في كتابه الموضوعات فقال: ( (الحديث الحادي عشر: أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر ابن ثابت، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن بكير، قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ابراهيم الضرير، قال: حدثنا أبو عمر محمد بن أحمد الحليمي، وذكر أنه من أولاد حليمة السعدية، قال: حدثنا آدم بن أبي اياس، عن ابي ذئب عن معن بن الوليد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال النبي (ص): (اذا كان يوم القيامة نصب لابراهيم منبر امام العرش و نصب لابي بكر كرسي فيجلس عليه، فينادي مناد: يالك من صدّيق بين خليل و حبيب) قال المصنف: هذا لايصح وأبو عبدالله الضرير قدم بغداد و معه كتب طرية غير اصول، وكان مكفوفاً فلعله أدخل هذا في حديثه، والحليمي لايعرف))[548].

ثم انه لم ينفرد ابن الجوزي بابطال هذا الحديث الخبيث ورده، بل وافقه الحافظ الذهبي ايضاً حيث قال في الميزان:

( (محمد بن أحمد الحليمي من ولد حليمة السعدية، روى عن آدم بن أبي اياس احاديث منكرة بل باطلة قال أبو نصر بن ماكولا الحمل عليه فيها: الحليمي، و روى الحديث كما تقدم ذكره))[549].

[548]- الموضوعات: 1/ 226.

[549]- ميزان الاعتدال: 6/ 53( 7188) و انظر الاكمال لابن ماكولا: 3/ 80.