و من مفترياتهم المكذوبة، و مختلقاتهم المعيوبة، و أكاذيبهم المقضوبة و أباطيلهم المثلوبة، ما يكذبون على النبي (ص) أنه قال عياذاً بالله (ان الله جعل أبا بكر في السماء صادقاً و في الأرض صدِّيقاً).[512]
و لعمري، لايصدّق هذا الباطل المجعول الا من كان فاجراً فسّيقاً!
ومن الطريف ان الواضع خذله الله اودع في هذا البهتان- لفرط الرقاعة و شدةً الخسران- دليلًا ساطعاً على كونه من صريح الكذب و الهذيان، حيث افتعل في عجزه، النص الصريح على خلافة الراكب متن العدوان، ومع ذلك ترى الديلمي مع امامته، و جادلته و رئاسته، و نباهته و فقاهته، ونبله و فضله، نقض يده عن الورع و الدين، فركن الى هذا الباطل الموضوع باليقين، فاقدم على تخريجه و روايته وتنفيقه و اشاعته.
ولكن قد آب الى الحق جمع منهم فحكموا بوضعه، منهم السيوطي أخرجه في ذيل الموضوعات و استدرك على ابن الجوزي، وقدح في بعض رواته، و تابعه على ذلك علي بن محمد بن العراق وتلميذه.
[511]- شوارق النصوص: الجزء الاول: الفصل 23 ص 365- 366.