responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصول المهمة في صلاة ابي بكر في مرض رسول الله( ص) المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 221

ثم لو أن المسلمين جعلوه خليفة كان يجب أن يقال خليفة المسلمين، والعجب انهم يقولون ان نبيهم مات ولم يخلّف أحدا، ثم مع ذلك تقدموا مكابرة وقالوا: أبو بكر خليفة رسول الله (ص)، فكيف استحسنوا لأنفسهم هذه المناقضة الظاهرة والأحوال المضطربة.

ومن طريف ذلك أنه لو جاز ان يسمى كل مَن يدخل في أمر من امور الرسول خليفة، فكان يجب ان يكون كل أمير وقاض ووالٍ من قبل الرسول أمير رسول الله وقاضي رسول الله ووالي رسول الله، فكيف اختصّ أبو بكر بهذا الأسم دون كافة مَن يستحق عندهم التسمية به.

ومن طريف ذلك ان يكون خلفاء بني أمية قد استخلفهم جماعة من المسلمين كما استخلفوا أبا بكر وما أراهم يجيزون تسمية واحد منهم ولا من غيرهم ممن استخلفه المسلمون انه خليفة رسول الله.

ومن طريف ذلك ان عمر بن الخطاب خالف ابا بكر وخالفَ اتباعه في هذه التسمية وسمّي نفسَه أمير المؤمنين، ووجد مَن تابعه على ذلك من المسلمين، ولم يعرفوا ذلك من جملة الأضطراب الشنيع والأختلاط البديع.

ومن طريف أمورهم انهم رووا في صحاحهم ان نبيهم قال: ( (ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ولم يرووا مثل ذلك لأحد من الصحابة ومع ذلك فلم يسمّوه صدّيقاً، وسمعت في كتابهم وصف جماعة بالصدّيقين فقال: أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ‌[278] ولم يُسَمّوا كل واحد من اولئك صدّيقاً.


[278]- آية 19 من سورة الحديد.

اسم الکتاب : الفصول المهمة في صلاة ابي بكر في مرض رسول الله( ص) المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست