responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام المهدي( عج) في القرآن والسنه المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 55

فقوله: (واذ قال ربك للملائكة اني جاعلٌ في الأرضِ خليفة) يدلَّ على معنى هدايتهم لطاعة جليلة مقترنة بالتوحيد، نافية عن الله عز وجل الخلع والظلم وتضييع الحقوق وما تصح به ومعه الولاية، فتكمل معه الحجة، ولا يبقى لأحدٍ عذر في اغفال حقٍّ.

وأخرى أنّه عز وجل اذا علم استقلال أحد من عباده لمعنى من معاني الطاعات ندبه له حتى تحصل له به عبادة ويستحق معها مثوبة على قدرها ما لو اغفل ذلك جاز ان يغفل جميع معاني حقوق خلقه اولهم وآخرهم، جل الله عن ذلك. فللقوَّام بحقوق الله وحقوق خلقه مثوبة جليلة متى فكر فيها مفكّر عرف أجزاءها اذ لا وصول الى كلها لجلالتها وعظم قدرها، واحد معانيها وهو جزءٌ من أجزائها أنه يسعد بالامام العادل النملة والبعوضة والحيوان أولهم وآخرهم بدلالة قوله تعالى: «وما ارسلناك الا رحمةً للعالمين»[75]. ويدل على صحة ذلك قوله عز وجل في قصة نوح (ع): «فقلت استغفروا ربكم انه كان غفاراً* يرسل السماء عليكم مدراراًالآية»[76]، ثم من المدرار ما ينتفع به الانسان وسائر الحيوان، وسبب ذلك الدعاة الى دين الله والهداة الى حق الله، فمثوبته على اقداره، وعقوبته على من عانده بحسابه. ولهذا نقول: ان الامام يُحتاج اليه لِبقاء العالم على صلاحه.

ليس لأحدٍ ان يختار الخليفة الّا الله عز وجل‌

وقول الله عز وجل: (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة): (جاعل) منوّن صفة الله التي وصف بها نفسه، وميزانه قوله: «اني‌


[75] الأنبياء: 107

[76] نوح: 10- 12

اسم الکتاب : الامام المهدي( عج) في القرآن والسنه المؤلف : أبو معاش، سعيد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست