الله يقول: «حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحديث رسول الله قول الله (عز وجل)»([173]).

وكان هؤلاء الرجال يكتبون ما يأخذون من أحكام وتفاسير في شتى المواضيع في كتب يحتفظون بها في بيوتهم، وبعضهم كانت صدورهم خزائن لأحاديث وروايات جمة من أهل البيت عليهم السلام.

ثم إنّ أهل البيت عليهم السلام كانوا يعدون بعض أصحابهم، ليحملوا بعض علومهم، ويفضوا إليهم أسرارهم، وبذلك فقد تخرج من مدرسة أهل البيت عليهم السلام رجال يعدّون من مفاخر التاريخ ونوادر الأعلام، في مختلف العلوم من فقه وحديث وتفسير، وغير ذلك([174]).

ومن جملة أولئك الرجال المخلصين، أصحاب الإمام الجواد عليه السلام الذين عاصروه، وأخذوا عنه مسائل الحلال والحرام، مباشرة بالمثول بين يديه، أو عن طريق المكاتبة والمراسلة، فكان الإمام مفزعاً لهم في كل ملمة وحاجة، يستنجدون به ويتوسلون إليه في حوائجهم ومشاكلهم.

وقبل الشروع بذكر رواة حديثه عليه السلام، ينبغي أن نميز هنا بين من كان من أصحاب الإمام وخواصه، ومحل ثقته، وبين من روى عنه عليه السلام، فقد يكون من بين الرواة من هو الثقة المعتمد عليه أو من هو مجهول

[173] الحاكم النيسابوري، معرفة علوم الحديث، 55و الكليني، أصول الكافي، 1، 43.

[174] القزويني، الإمام الجواد عليه السلام، 91.