9. تمسك الإمام في تفسيره لآيات الأحكام بالقرآن الكريم والسنة الشريفة، فقد بين مراد الله من آياته في العبادات من أوقات الصلاة والزكاة والخمس والجهاد والحج، وأما في المعاملات فبين المراد من الآيات التي تتعلق بالنكاح والطلاق والربا والحجر والوصية والإرث، والأطعمة والأشربة، ووضع اللمسات الحقيقية على الآيات بحفظ النظام الإسلامي والضرب على أيدي العصاة، محدداً مفهوم الآيات الدالة على الحدود والجنايات.

10. لم يقتصر إرث الإمام الجواد عليه السلام على آيات العقيدة والأحكام والحدود والجنايات فقط، بل إنّ وافر علمه شمل آيات أخرى متفرقة.

وفي الختام أرجو أن أكون سجلت بموضوعية وأمانة بعض ملامح شخصية الإمام الجواد عليه السلام التفسيرية، كما هي من غير مبالغة وتعصب يخل بالبحث وصاحبه، لعدم حاجة الإمام الجواد عليه السلام لهذا، ولغناه عنه، فهو شخصية إسلامية علمية.

وأخيراً، فمهما يكن من أمر هذا البحث، فإنّي قد بحثت واجتهدت في استقصاء كل ما ورد عنه عليه السلام، وعرضه ومقارنته مع أقوال غيره، ودعوت الله أن يوفقني لجادة الحق والصواب، فإن قصرت، فعن غير قصد، بل هذه حدود إمكان نفسي، وتلك طبيعة النفس الإنسانية لأنّ الكمال لله وحده {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا...}([1305]).

[1305] البقرة/286