المبحث الأول: التوحيد وآيات الصفات

الحمد لله الذي لم يكلنا في شيء من أمورنا إلى آرائنا وأهوائنا، بل أمرنا باتباع نبيه وأهل بيته عليهم السلام وأوجب لنا في كتابه وعلى لسان نبيه بالرد إليهم والتسليم لهم، وأخذ العلم عنهم عليهم السلام كما ورد في القرآن الكريم {وَمَا أَرْسَلنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَ رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}([447])، واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضلهم ومناقبهم وغاصبي حقوقهم إلى يوم الدين.

أما بعد: غير خفي على أهل الإيمان، أن أهم المسائل وأجدرها هي مسألة الاعتقادات وتصحيحها عن الشك والارتياب، وأنّ من أهم هذه الاعتقادات هي مسألة التوحيد، وهي دعوى كلِّ الأنبياء والرسل منذ خلق الله تعالى البشرية بدعوتهم إلى وحدانية الله تعالى، ولذا فإنّ المجتمعات الإنسانية والحضارات القديمة([448])

[447] النحل، 43.

[448] كالشعوب المصرية القديمة، والديانات الهندوكية، وفلاسفة أثينا الأوائل والديانات البابلية والسومرية وغيرها ينظر في المصادر التالية: الشهرستاني، الملل والنحل، 2، 146 وعبد الكريم الخطيب، الله ذاتاً وموضوعاً، 28 والله والإنسان، 28، 225، 130 وجواد علي، المفصل في تاريخ العرب، 5، 129 وسيد قطب، مشاهد يوم القيامة، 26 وول ديورانت، قصة الحضارة، 2، 162 والعقاد عباس محمود، الله، 88 وغيرها من المصادر الأخرى.